في اللحظة التي تحصل فيها على شهادة تثبت تخرجك من الجامعة أو إنتهاء مسارك الدراسي بجملة “يحول إلى الحياة العملية”  يبدأ السؤال المشروع والواقعي “واش راح ندير؟” ما مصيري وأنا أنهي مرحلة وأدخل في مرحلة جديدة، هذا السؤال الذي ستجد له في المجتمع  إجابة وحيدة وهي ” حوس على خدمة !”

نعم هي اللحظة التي تنطلق منها للبحث عن وظيفة تلبي حاجاتك الأساسية لدى القطاع العام أو الخاص، ومن احتكاكي ومعرفتي بالشباب الجزائري فإن أحلامه ليست كبيرة ولا خيالية فالجميع يبحث عن منزل وسيارة محترمة مع قدرة على الحصول على أساسيات الحياة حين يحتاجها والرفاهية بالنسبة لهم تكون برصيد بنكي يجعلهم قادرين على  السافر حين تريدون، هذه الأحلام البسيطة أصبحت تصطدم بواقع وحقيقة مرة قوامها أن الحصول على وظيفة في القطاع العام أو الخاص أصبح أمر شبه مستحيل وأقصى ما يمكن الحصول عليه عقد مؤقت لا يتجاوز 18 الف دينار جزائري الوكالة الوطنية للتشغيل، في ظل هذا الواقع نجد الشباب لا يعرف ما العمل ولا السبيل لتغيير واقعه الذي يعيشه .

للأسف في بلد كالجزائر لا يفكر الشباب في إمكانية بدأ مشروعهم الخاص والحصول على كل الامتيازات الموجودة في هيئات الدعم، للاسف الشباب في الجزائر لا يفكر في أن هناك خيار اسمه فتح مشروعي الخاص، للأسف الشباب في الجزائر يعجز أن يتصور نفسه صاحب مشروع ويكتفي بكونه موظف يحصل على راتب ثابت من مؤسسة يحصل فيها مديرها من ورائه على الملايين والسبب في ذلك أن الشباب الجزائري لا يبحث عن الفرص ولا يحاول الاستفادة من أي شيء غير اعتيادي، خاصة ما يتعلق بضعف الاهتمام بالدخول في الدورات المتخصصة التي تقدمها مراكز  وخبراء مختصين قادرين على فتح أعين الشباب على الفرص الموجودة في السوق، ولا يمكن أن أقتنع أن الجزائر التي تستورد 46 مليار دولار سنويا ليس فيها ما يصنع محليا، والافكار يمكن ان تبدأ من شيء بسيط كصناعة حامل  الاطفال الصغار الذي يتجاوز سعره 5000 دج في السوق المحلية أو صناعة منتجات خاصة موجهة للمرضى كخبز وكسكس وحلويات الذين لا يتحملون المنتوجات المصنوعة من الدقيق الصلب واللين ويستعملون دقيق الذرة، وصولا إلى استخلاص زيوت عدد من النباتات والزهور العطرية والطبية وحتى الخاصة بمواد التجميل كاللوز والصبار إلى أن نصل لمشاريع أكثر تقدما وتقنية تتعلق بتطوير الأرضيات الرقمية والتطبيقات الخاصة بالهواتف والمواقع الالكترونية .

إن دار المقاولاتية واحد من هذه الأطر التي تستطيع أن توفر للطالب الجزائري فضاء تكويني قيم من خلال المهارات التي يكتسبها أو القدرات التي يتعلمها هذا الأمر الذي أصبح حقيقة مطبقة في الجامعات الجزائرية وجامعة المدية أحد هذه الجامعات التي تميزت فيما تقدمه من دورات تكوينية قادرة على تقديم قيمة مضافة للطلبة من أجل دخول عالم الأعمال، واقع جعلنا نثابر ونعمل من أجل تحديد الدورات التكوينية التي يمكن للطالب الجامعي الاستفادة منها من أجل تطوير مهاراته، وها نحن اليوم نمر لمرحلة جديد، وهي إطلاق أرضية رقمية تحاول أن تقدم للطالب الجامعي كل ما يتعلق بالمقاولاتية بشكل رقمي، منصة تقدم العديد من الخدمات سواء تعلق الأمر بإستمارات إستشارية أو استمارات تسجيل بالإضافة لتقديم كل ما هو جديد في عالم المقاولاتية، إن هدفنا الرئيسي هو مساعدة الطلبة  على تركيب أفكار تتوافق وحاجات السوق الذي يعيشون فيه وتتلائم وامكانياتهم التقنية والاقتصادية والتي إن كانت ضعيفة يمكنهم اقتراح مجموعة من التكوينات المكملة له ليغدوا قادرا على بداية تنفيذ ما في ذهنه بشكل يجعله يحقق النجاح، نجاح لن يكون إن لم توفر له الظروف المناسبة لفهم الجوانب التقنية الجوانب الاقتصادية والمحيط .

د. عمر هارون

مدير دار المقاولاتية

مدرب معتمد في المقاولاتية