دور المقاولاتية  …. أي مستقبل ينتظرنا ؟ !

 

رغم عدم إدراجها في الهيكل التنظيمي للجامعة كونها عبارة عن هيئة ناتجة عن إتفاقية بين وزارة العمل  والتشغيل والضمان الاجتماعي ووزارة التعليم العالي، إلا أن دور المقاولاتية يمكن أن تقوم بدور فعال وعميق في الإنفتاح على المحيط السوسيو اقتصادي وإجتماعي في الجزائر، كون أن النشاط المقام داخلها يشمل في العديد من الأحيان كل الهيئات الاقتصادية خاصة تلك المنبثقة عن وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على غرار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب Ansej، الصندوق الوطني للتأمين على البطالة CNAC، الوكالة الوطنية للتشغيل Anem، بالاضافة للبنوك والمؤسسات الضمان الاجتماعي بالاضافة لباقي الإدارات ذات العلاقة المباشرة بإنشاء المشاريع على غرار مصالح التجارة، مصالح السجل التجاري، الضرائب، غرف الصناعة والتجارة والفلاحة والصناعات التقليدية وغيرها من الهيئات .

إن دور المقاولاتية في الوقت الراهن، تحاول أن تقوم بخطوات أولية لزرع الثقافة  المقاولاتية لدى الطلبة الجامعيين، لكن هذا الأمر لن يكون إلا بتضافر الجهود وتوحيدها، وهو ما يعني أن دور المقاولاتية قادرة على أن تتحول إلى فضاء تنسيقي للجهود المبذولة من كل هيئات الدعم المبتكرة من قبل الدولة وهيئاتها الادارية، لكن هذا يتطلب أن تكون هناك جهود متبادلة بين الطاقم المسير في الجامعة والأعضاء المساهمين من خارج الجامعة، وهو ما سيخول الشباب الجامعي بناء مشاريعه على أسس صحيح وفق مبادئ علمية وخطوات تقنية مدروسة .

إن فتح المجال أمام المستثمرين للنشاط داخل أسوار الجامعة من خلال التعامل مع دور المقاولاتية في تكوينات ومحاضرات ونقاشات مفتوحة مع الطلبة مساحة أخرى تسمح بالانفتاح على تجارب خارجية تساعد الطلبة على الوصول الى عصارة الخبرة الميداني، بالاضافة للدورات التكوينية وورشات العمل والمسابقات التي تقام بشكل دوري داخل هذا الفضاء الذي يبقى التمويل الخاص بأنشطته الهاجس الأول للقائمين عليها، كون أنه لا يملك ميزانية خاصة بناشاطاته قادرة على تقديم الدعم اللوجستي له، كما أن تواجده بين هيئتين وبالشراكة بين جهتين يجعل التنسيق الحجر الرئيسي في نجاحه وإستمراره

إن دور المقاولاتية بالشكل الذي توجد عليه الآن ليست قادرة على الوصول إلى ضمان إنشاء الطلبة لمشاريعهم الخاصة قبل التخرج، خاصة أن الطالب لا يمكن أن ينشئ مؤسسته وهو طالب لأن الأمر يتعارض والقوانين الموجودة حاليا، والتي تخير الطالب بين انتظار التخرج أو التخلي عن الدراسة، وهو ما يجعل أقصى ما يمكن تحقيقه  زرع الثقافة المقاولاتية لدى الطلبة الجامعيين، لكن إنفتاح هذه الدور على مختلف الهيئات والإدارات والمتعاملين الاقتصاديين يستطيع أن يخلق ديناميكية اقتصادية كبيرة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي، إن البعد التكويني الذي يعتمد على التعليم المقاولاتي داخل دور المقاولاتية سيخلق وثبة لدى الطلبة والاساتذة والمحيط الاقتصادي، ويسمح بتطوير البعد المقاولاتي في المجتمع، نظرا لقدرة الطلبة الجامعيين على نشر هذه الثقافة في مختلف الاوساط، والطالب الذي لا يستطيع أن ينشيء مؤسسته يكون سفير للفكر المقاولاتي، ومن هنا تصبح دار المقاولاتية المنارة التي تنشر الفكر المقاولاتي في المجتمع .

مستقبل لا يمكن الوصول إليه إلا بتعديل هيكلة دار المقاولاتية داخل الجامعة والبحث عن سبل تطوير قدراتها وإمكانياتها المادية خاصة، من أجل مرافقة الشباب الجامعي نحو مستقبل مقاولاتي، وهذا من خلال استحداث مرافقة خاصة للطالب المقاول، مع ضرورة تطوير دور المقاولاتية لتصبح حاضنات أعمال ومسرعات أعمال تعمل بنفس نمط الذي تشتغل به مختبرات البحث  .

الدكتور عمر هارون

مدير دار المقاولاتية

مدرب معتمد من المكتب الدولي للعمل في المقاولاتية