عرفت الدراسات الاتصالية والإعلامية المعاصرة جملة من التطورات بفعل الانفتاح على تخصصات أخرى في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مما أكسب الباحثين حقولا جديدة للدراسة وذلك بولوج مواضيع كانت مغيبة ومنسية خصوصا في ميدان الاتصال السياسي والاجتماعي، والذي أضحى اليوم موضوعا علميا مهما يشغل اهتمامات الباحثين والأكاديميين في هذا المجال، نظرا لما يشكله من علامة فارقة في البيئة السياسية والاجتماعية للدولة، خاصة مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم عموما، والمنطقة العربية خصوصا منذ سنة 2011، والتي أظهرت قيمة وأهمية الاتصال السياسي والاجتماعي، كأحد الآليات الفاعلة في النظم السياسية الحديثة في تحقيق مجموعة من الأهداف والقيم التي تصبو إليها مختلف الكيانات والتيارات الفاعلة في المجتمع.

لهذا ارتأينا إنشاء هذا المخبر من أجل المساهمة من خلال هذا الطرح العلمي من أجل العمل على توطين ممارسات الاتصال السياسي والاجتماعي في الجزائر، بالشرح والتفسير لأهمية هذا الموضوع سواء بالنسبة  للنظام السياسي، والأحزاب السياسية ،النخب ،وسائل الإعلام، رأي عام، وكل الفعاليات والهيئات الناشطة في المجتمع، بالإضافة إلى فتح أفق جديدة أمام الباحثين لخلق ديناميكية علمية وبحثية أصيلة، تعنى بإبراز واقع الاتصال السياسي والاجتماعي في الجزائر، وإبراز مكامن النقص، بحلول علمية بحثية قائمة على قراءة عميقة للماضي، ودراسة متأنية للوضع الحالي في الجزائر في ظل المتغيرات الداخلية الراهنة.

ومن هذا المنطلق، تتطلع فرق البحث المكونة لهذا المخبر، إلى إشراك جميع الفاعلين من أكاديميين وجامعيين، وسياسيين وإعلاميين، للعمل بمناهج جديدة وأفكار قائمة على خلق قراءة وتصور فعلي لواقع الاتصال السياسي والاجتماعي في الجزائر، تفضي في الأخير إلى إعداد لبنة وقاعدة أساسية شاملة، تؤهل الجميع إلى معالجة هذا الموضوع من زوايا مختلفة وسياقات متعددة، مما يعطي هذا الموضوع بعدا ايجابيا سواء على المستوى النظري الأكاديمي، أو على المستوى التطبقي العملي.