Last Updated on 17 نوفمبر 2022
وحدة الحساب المكثف
تضع وحدة الحساب المكثف بجامعة المدية في خدمة مجتمع البحث العلمي بالجامعة الوسائل المادية الضرورية والبرامج اللازمة من أجل القيام بتطبيقات علمية وتقنية معقدة في ميادين أكاديمية وصناعية عديدة.
التعريف بالحساب المكثف
الحساب المكثف(High Performance Computing) مجال يجمع معدات وبرامج لازمة من أجل تشغيل برامج وتقنيات معقدة تستعمل في مجالات أكاديمية وصناعية مختلفة مثل صناعة المحروقات والصناعة الصيدلية والتصوير الطبي وعلم الأرصاد الجوية والمحاكات الفزيائية.
لقد أحرزت تقنيات المحاكات والحساب في هذه المجالات تقدما كبيرا بالموازاة مع تطور قدرات الحوسبة والأبنية المتوازية؛ حيث سمح هذا بالوصول إلى قدرات حوسبة كانت شبه مستحيلة في الماضي، وحل مشكلات الحوسبة المتعلقة بالبيانات ذات الكم الهائل في زمن أقصر فأقصر. إذ بلغت قدرة معالجة البيانات في بعض الأبنية المتوازية إلى حد البيتافلوبس أي 1015 عملية نقطة عائمة في الثانية. وترتبط سرعة الحوسبة بحجم المعالجة، أي عدد عمليات الحساب الأساسية، التي تتم خلال وحدة زمنية معينة، لذا فإن اعتبار برنامج ما برنامجا مكثفا إذا تطلب تشغيله تسخير عدة مصادر معالجة ليتمكن البرنامج من انجاز المهمة في زمن معقول مقارنة بالمقياس الزمني البشري. فلولا وحدات الحساب المكثف في مجال الأرصاد الجوية، على سبيل المثال، لكان التنبؤ بأحوال الطقس للأسبوع القادم عديم الفائدة بعملية حساب تستغرق سنة كاملة.
مجالات استخدام وحدات الحساب المكثف:
يؤثر الحساب المكثف بصفة مباشرة على مجالات عديدة وهامة لها تأثير على الاقتصاد، مثل مجال الصناعات البترولية والتكنولوجيا البيولوجية والصناعة الصيدلية والتصوير الطبي وعلم الأرصاد الجوية، إذ إنّ جميع هذه المجالات تتطلب قدرات فائقة لمعالجة البيانات.
مشروع الحساب المكثف بجامعة المدية:
يهدف مشروع توفير وحدة حساب مكثف بجامعة المدية إلى إنشاء مركز خبرة مسخر لمعالجة البيانات العلمية بالاعتماد على موارد البشرية والمادية المتوفرة. مركز الحساب المكثف بجامعة المدية مجهز بحاسب فائق مزود بآخر التكنولوجيات في مجال المعالجات، بقدرة تناهز 08 تيرافلوبس؛ أي ما يعادل 8 ألاف مليار عملية في الثانية، ما يجعل منه مكسبا ثمينا للباحثين في الجامعة الذين يتجاوز عددهم الألف.
كان باحثو الجامعة والباحثون من القطاع الاقتصادي في الماضي يعانون من بطء كبير جدا عند استعمالهم تطبيقات مهنية من أجل انجاز حساباتهم. فبفضل الحواسب الفائقة أصبحت عمليات المعالجة التي كانت تتطلب 15 يوما تتم اليوم خلال 30 دقيقة؛ لذا مكن هذا الحل من زيادة في الأداء بنسبة 100%إضافية مقارنة بمتطلبات المستعمل.
لقد أغنى هذا الحل الباحثين عن التنقل لأماكن أخرى لمعالجة البيانات ذات الحجم الهائل، كما سمح لمؤسسات البحث بتحقيق استغلال أمثل لتكاليف البحوث.
جامعة المدية هي أولى جامعات الجزائر حصولا على وحدة حساب مكثف من إنتاج شركة أي بي أم. وما هذه إلا المرحلة الأولى من هذا المشروع، موجهة للاستعمال للاستغلال المحلي؛ وتتمثل المراحل القادمة في إنشاء سحابة من وحدات الحساب المكثف أو شبكة حوسبة تجمع وحدات الحساب الموجودة في جامعات البلاد.